حسان بن ثابت ( شاعر الرسول محمد )
حسان بن ثابت :
هو شاعر عربي و صحابي من الا نصار ، ينتمي الي قبيلة الخزرج من أهل المدينة ، كما كان شاعرا معتبرا يفد علي الملوك من ال غسان في الشام قبل اسلامه ثم اسلم و صار شاعر الرسول صلي الله عيله و سلم - بعد الهجرة.
توفي اثناء خلافة علي ابن أبي طالب بين عامي 35-40 هجريا
سوف نروي القصة كاملة في نفس الصفحة في قسم الحياة قريبا
-------------------------------------------------------------------------------------------------
أهم أعمال حسان بن ثابت :
لعمرو أبيك يا شعث ما نبا
لعمرو ابيك الخير يا شعث ما نبا علي لساني في الحروب و لا يدي
لساني و سيفي صارمان كلاهما ويبلغ ما لا يبلغ السيف مزودي
وان أك ذا مال كثيرا اجدو به وان يعتصر عودي علي الجهد يحمد
فلا المال ينيني حيائي و حفظتي ولا وقعات الدهر يفللن مبردي
أكثر أهلي من عيال سواهم وأطوي علي الماء القراح المبرد
اذا كان ذا البخل الذميمة بطنه كبطن الحمار في الخلاء المبيض
واني لمعطي ما وجدت وقائل لموقد ناري ليلة الريح أوقد
واني لقوال لذي البث مرحبا وأهلا اذا ما جاء من غير مرصد
واني ليدعوني الندي فأجيبه وأضرب بيض العارض المتوقد
واني الحلو تعتريني المرارة وأني لتراك لما لم أعود
واني لمزجاء المطي علي الوجا واني لتراك الفراش الممهد
وأعمل ذات اللوث حتي أردها اذا حل عنها رحلها لم تقيد
تري أثر الانساع فيها كأنها موارد ماء ملتقاها بفدفد
أكلفها أن تدلج الليل كله ترح الي باب ابن سلمي و تغتدي
تزور أمرا أعطي علي الحمد ماله ومن يعط اثمان المحامد يحمد
وألقيته بحرا كثير فضوله جوادا متي يذكر له الخير يزدد
فلا تعجلن ياقيس واربع فأنما قصارك ان تلقي بكل مهند
حسام و ارماح بأيدي اعزة متي ترهم يا ابن الخطيم تبلد
ليوث لدي الاشبال محمي عرينها مداعيس بالخطي في كل مشهد
فقد ذاقت الاوس القتال و طردت وانت لدي الكنات كل مطرد
تناغي لدي الابواب حورا نواعما وكحل ما قيك الحسان باثمد
نفتكم عن العلياء أم لئيمة وزند متي تقدح به النار يصلد
************************************
تبلت فؤادك في المنام خريدة
تَبَلَت فُؤادَكَ في المَنامِ خَريدَةٌ
تَشفي الضَجيعَ بِبارِدٍ بَسّامِ
كَالمِسكِ تَخلِطُهُ بِماءِ سَحابَةٍ
أَو عاتِقٍ كَدَمِ الذَبيحِ مُدامِ
نُفُجُ الحَقيبَةِ بوصُها مُتَنَضِّدٌ
بَلهاءُ غَيرُ وَشيكَةِ الأَقسامِ
بُنِيَت عَلى قَطَنٍ أَجَمَّ كَأَنَّهُ
فُضُلاً إِذا قَعَدَت مَداكُ رُخامِ
وَتَكادُ تَكسَلُ أَن تَجيءَ فِراشَها
في لينِ خَرعَبَةٍ وَحُسنِ قَوامِ
أَمّا النَهارُ فَما أُفَتِّرُ ذِكرَها
وَاللَيلُ توزِعُني بِها أَحلامي
أَقسَمتُ أَنساها وَأَترُكُ ذِكرَها
حَتّى تُغَيَّبَ في الضَريحِ عِظامي
يا مَن لِعاذِلَةٍ تَلومُ سَفاهَةً
وَلَقَد عَصَيتُ إِلى الهَوى لُوّامي
بَكَرَت عَلَيَّ بِسُحرَةٍ بَعدَ الكَرى
وَتَقارُبٍ مِن حادِثِ الأَيّامِ
زَعَمَت بِأَنَّ المَرءَ يَكرُبُ يَومَهُ
عَدَمٌ لِمُعتَكِرٍ مِنَ الأَصرامِ
إِن كُنتِ كاذِبَةَ الَّذي حَدَّثتِني
فَنَجَوتِ مَنجى الحَرثِ بنِ هِشامِ
تَرَكَ الأَحِبَّةَ أَن يُقاتِلَ دونَهُم
وَنَجا بِرَأسِ طِمِرَّةٍ وَلِجامِ
جَرداءَ تَمزَعُ في الغُبارِ كَأَنَّها
سِرحانُ غابٍ في ظِلالِ غَمامِ
تَذَرُ العَناجيجَ الجِيادَ بِقَفرَةٍ
مَرَّ الدُموكِ بِمُحصَدٍ وَرِجامِ
مَلَأَت بِهِ الفَرجَينِ فَاِرمَدَّت بِهِ
وَثَوى أَحِبَّتُهُ بِشَرِّ مُقامِ
وَبَنو أَبيهِ وَرَهطُهُ في مَعرَكٍ
نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ ذَوي الإِسلامِ
طَحَنَتهُمُ وَاللَهُ يُنفِذُ أَمرَهُ
حَربٌ يُشَبُّ سَعيرُها بِضِرامِ
لَولا الإِلَهُ وَجَريُها لَتَرَكنَهُ
جَزَرَ السِباعِ وَدُسنَهُ بِحَوامي
مِن كُلِّ مَأسورٍ يُشَدُّ صِفادُهُ
صَقرٍ إِذا لاقى الكَتيبَةَ حامي
وَمُجَدَّلٍ لا يَستَجيبُ لِدَعوَةٍ
حَتّى تَزولُ شَوامِخُ الأَعلامِ
بِالعارِ وَالذُلُّ المُبَيِّنِ إِذ رَأَوا
بيضَ السُيوفِ تَسوقُ كُلَّ هُمامِ
بِيَدي أَغَرَّ إِذا اِنتَمى لَم يُخزِهِ
نَسَبُ القِصارِ سَمَيدَعٍ مِقدامِ
بيضٌ إِذا لاقَت حَديداً صَمَّمَت
كَالبَرقِ تَحتَ ظِلالِ كُلِّ غَمامِ
لَيسوا كَيَعمُرَ حينَ يَشتَجِرُ القَنا
وَالخَيلُ تَضبِرُ تَحتَ كُلِّ قَتامِ
فَسَلَحتَ إِنَّكَ مِن مَعاشِرِ خانَةٍ
سُلحٍ إِذا حَضَرَ القِتالُ لِئامِ
فَدَعِ المَكارِمَ إِنَّ قَومَكَ أُسرَةٌ
مِن وُلدِ شِجعٍ غَيرُ جِدِّ كِرامِ
مِن صُلبِ خِندِفَ ماجِدٍ أَعراقُهُ
نَجَلَت بِهِ بَيضاءُ ذاتُ تَمامِ
وَمُرَنَّحٍ فيهِ الأَسِنَّةُ شُرَّعاً
كَالجَفرِ غَيرِ مُقابَلِ الأَعمامِ
****************
ألم تسأل الربع الجديد التكلما
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الجَديدَ التَكَلُّما
بِمَدفَعِ أَشداخٍ فَبُرقَةِ أَظلَما
أَبى رَسمُ دارِ الحَيِّ أَن يَتَكَلَّما
وَهَل يَنطِقُ المَعروفَ مَن كانَ أَبكَما
بِقاعِ نَقيعِ الجِزعِ مِن بَطنِ يَلبَنٍ
تَحَمَّلَ مِنهُ أَهلُهُ فَتَتَهَّما
دِيارٌ لِشَعثاءِ الفُؤادِ وَتِربِها
لَيالِيَ تَحتَلُّ المَراضَ فَتَغلَما
وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ تَرتَعي
بِمُندَفَعِ الوادي أَراكاً مُنَظَّما
أَقامَت بِهِ بِالصَيفِ حَتّى بَدا لَها
نَشاصٌ إِذا هَبَّت لَهُ الريحُ أَرزَما
فَلَمّا دَنَت أَعضادُهُ وَدَنا لَهُ
مِنَ الأَرضِ دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمحَما
تَحِنُّ مَطافيلُ الرِباعِ خَلالَهُ
إِذا اِستَنَّ في حافاتِهِ البَرقُ أَثجَما
وَكادَ بِأَكنافِ العَقيقِ وَئيدُهُ
يَحُطُّ مِنَ الجَمّاءِ رُكناً مُلَملَما
فَلَمّا عَلا تُربانَ فَاِنهَلَّ وَدقُهُ
تَداعى وَأَلقى بَركَهُ وَتَهَزَّما
وَأَصبَحَ مِنهُ كُلُّ مَدفَعِ تَلعَةٍ
يَكُبُّ العِضاهَ سَيلُهُ ما تَصَرَّما
تَنادَوا بِلَيلٍ فَاِستَقَلَّت حُمولُهُم
وَعالَينَ أَنماطَ الدِرَقلِ المُرَقَّما
عَسَجنَ بِأَعناقِ الظِباءِ وَأَبرَزَت
حَواشي بُرودِ القِطرِ وَشياً مُنَمنَما
فَأَنّى تُلاقيها إِذا حَلَّ أَهلُها
بِوادٍ يَمانٍ مِن غِفارٍ وَأَسلَما
تَلاقٍ بَعيدٌ وَاِختِلافٌ مِنَ النَوى
تَلاقيكَها حَتّى تُوافِيَ مَوسِما
سَأُهدي لَها في كُلِّ عامٍ قَصيدَةٍ
وَأَقعُدُ مَكفِيّاً بِيَثرِبَ مُكرَما
أَلَستُ بِنِعمَ الجارُ يُؤلِفُ بَيتَهُ
كَذي العُرفِ ذا مالٍ كَثيرٍ وَمُعدَما
وَنَدمانِ صِدقٍ تَمطُرُ الخَيرَ كَفُّهُ
إِذا راحَ فَيّاضَ العَشِيّاتِ خِضرِما
وَصَلتُ بِهِ رُكني وَوافَقَ شيمَتي
وَلَم أَكُ عِضّاً في النَدامى مُلَوَّما
وَأَبقى لَنا مَرُّ الحُروبِ وَرُزؤُها
سُيوفاً وَأَدراعاً وَجَمعاً عَرَمرَما
إِذا اِغبَرَّ آفاقُ السَماءِ وَأَمحَلَت
كَأَنَّ عَلَيها ثَوبَ عَصبٍ مُسَهَّما
حَسِبتَ قُدورَ الصادِ حَولَ بُيوتِنا
قَنابِلَ دُهماً في المَحَلَّةِ صُيَّما
يَظَلُّ لَدَيها الواغِلونَ كَأَنَّما
يُوافونَ بَحراً مِن سُمَيحَةَ مُفعَما
لَنا حاضِرٌ فَعمٌ وَبادٍ كَأَنَّهُ
شَماريخُ رَضوى عِزَّةً وَتَكَرُّما
مَتى ما تَزِنّا مِن مَعَدٍّ بِعُصبَةٍ
وَغَسّانَ نَمنَع حَوضَنا أَن يُهَدَّما
بِكُلِّ فَتىً عاري الأَشاجِعِ لاحَهُ
قِراعُ الكُماةِ يَرشَحُ المِسكَ وَالدَما
إِذا اِستَدبَرَتنا الشَمسُ دَرَّت مُتونُنا
كَأَنَّ عُروقَ الجَوفِ يَنضَحنَ عَندَما
وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَاِبني مُحَرَّقٍ
فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِذا اِبنَما
نُسَوِّدُ ذا المالِ القَليلِ إِذا بَدَت
مُروءَتُهُ فينا وَإِن كانَ مُعدِما
وَإِنّا لَنَقري الضَيفَ إِن جاءَ طارِقاً
مِنَ الشَحمِ ما أَمسى صَحيحاً مُسَلَّما
أَلَسنا نَرُدُّ الكَبشَ عَن طِيَّةِ الهَوى
وَنَقلِبُ مُرّانَ الوَشيجِ مُحَطَّما
وَكائِن تَرى مِن سَيِّدٍ ذي مَهابَةٍ
أَبوهُ أَبونا وَاِبنُ أُختٍ وَمَحرَما
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى
وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجدَةٍ دَما
أَبى فِعلُنا المَعروفُ أَن نَنطِقَ الخَنا
وَقائِلُنا بِالعُرفِ إِلّا تَكَلُّما
أَبى جاهُنا عِندَ المُلوكِ وَدَفعُنا
وَمَلءُ جِفانِ الشيزِ حَتّى تَهَزَّما
فَكُلُّ مَعَدٍّ قَد جَزَينا بِصُنعِهِ
فَبُؤسى بِبُؤساها وَبِالنُعمِ أَنعُما
**********************************
عفت ذات الاصابع فالجواء
عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ
إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ
دِيارٌ مِن بَني الحَسحاسِ قَفرٌ
تُعَفّيها الرَوامِسُ وَالسَماءُ
وَكانَت لا يَزالُ بِها أَنيسٌ
خِلالَ مُروجَها نَعَمٌ وَشاءُ
فَدَع هَذا وَلَكِن مَن لَطيفٍ
يُؤَرِّقُني إِذا ذَهَبَ العِشاءُ
لِشَعثاءَ الَّتي قَد تَيَّمَتهُ
فَلَيسَ لِقَلبِهِ مِنها شِفاءُ
كَأَنَّ خَبيأَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ
يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ
عَلى أَنيابِها أَو طَعمُ غَصٍّ
مِنَ التُفّاحِ هَصَّرَهُ اِجتِناءُ
إِذا ما الأَشرِباتُ ذُكِرنَ يَوماً
فَهُنَّ لِطَيِّبِ الراحِ الفِداءُ
نُوَلّيها المَلامَةَ إِن أَلَمنا
إِذا ما كانَ مَغثٌ أَو لِحاءُ
وَنَشرَبُها فَتَترُكُنا مُلوكاً
وَأُسداً ما يُنَهنِهُنا اللِقاءُ
عَدِمنا خَيلَنا إِن لَم تَرَوها
تُثيرُ النَقعَ مَوعِدُها كَداءُ
يُبارينَ الأَسِنَّةِ مُصغِياتٍ
عَلى أَكتافِها الأَسَلُ الظِماءُ
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ
تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِساءُ
فَإِمّا تُعرِضوا عَنّا اِعتَمَرنا
وَكانَ الفَتحُ وَاِنكَشَفَ الغِطاءُ
وَإِلّا فَاِصبِروا لِجَلادِ يَومٍ
يُعينُ اللَهُ فيهِ مَن يَشاءُ
وَقالَ اللَهُ قَد يَسَّرتُ جُنداً
هُمُ الأَنصارُ عُرضَتُها اللِقاءُ
لَنا في كُلِّ يَومٍ مِن مَعَدٍّ
قِتالٌ أَو سِبابٌ أَو هِجاءُ
فَنُحكِمُ بِالقَوافي مَن هَجانا
وَنَضرِبُ حينَ تَختَلِطُ الدِماءُ
وَقالَ اللَهُ قَد أَرسَلتُ عَبداً
يَقولُ الحَقَّ إِن نَفَعَ البَلاءُ
شَهِدتُ بِهِ وَقَومي صَدَّقوهُ
فَقُلتُم ما نُجيبُ وَما نَشاءُ
وَجِبريلٌ أَمينُ اللَهِ فينا
وَروحُ القُدسِ لَيسَ لَهُ كِفاءُ
أَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي
فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ
هَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُ
وَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُ
أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ
فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ
هَجَوتَ مُبارَكاً بَرّاً حَنيفاً
أَمينَ اللَهِ شيمَتُهُ الوَفاءُ
فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم
وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ
فَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضي
لِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُ
فَإِمّا تَثقَفَنَّ بَنو لُؤَيٍّ
جَذيمَةَ إِنَّ قَتلَهُمُ شِفاءُ
أولَئِكَ مَعشَرٌ نَصَروا عَلَينا
فَفي أَظفارِنا مِنهُم دِماءُ
وَحِلفُ الحَرِثِ اِبنِ أَبي ضِرارٍ
وَحِلفُ قُرَيظَةٍ مِنّا بُراءُ
لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ
وَبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِلاءُ
****************
منع النوم بالعشاء الهموم
مَنَعَ النَومَ بِالعَشاءِ الهُمومُ
وَخَيالٌ إِذا تَغورُ النُجومُ
مِن حَبيبٍ أَصابَ قَلبَكَ مِنهُ
سَقَمٌ فَهوَ داخِلٌ مَكتومُ
يا لَقَومي هَل يَقتُلُ المَرءَ مِثلي
واهِنُ البَطشِ وَالعِظامِ سَؤومُ
هَمُّها العِطرُ وَالفِراشُ وَيَعلو
ها لِجَينٌ وَلُؤلُؤٌ مَنظومُ
لَو يَدِبُّ الحَولِيُّ مِن وَلَدِ الذَر
رِ عَلَيها لَأَندَبَتها الكُلومُ
لَم تَفُقها شَمسُ النَهارِ بِشَيءٍ
غَيرَ أَنَّ الشَبابَ لَيسَ يَدومُ
إِنَّ خالي خَطيبُ جابِيَةِ الجَو
لانِ عِندَ النُعمانِ حينَ يَقومُ
وَأَبي في سُمَيحَةَ القائِلُ الفا
صِلُ يَومَ اِلتَفَّت عَلَيهِ الخُصومُ
يَصِلُ القَولَ بِالبَيانِ وَذو الرَأ
يِ مِنَ القَومِ ظالِعٌ مَكعومُ
وَأَنا الصَقرُ عِندَ بابِ اِبنِ سَلمى
يَومَ نُعمانُ في الكُبولِ مُقيمُ
وَأُبَيٌّ وَواقِدٌ أُطلِقا لي
ثُمَّ رُحنا وَقُفلُهُم مَحطومُ
وَرَهَنتُ اليَدَينِ عَنهُم جَميعاً
كُلُّ كَفٍّ فيها جُزٌ مَقسومُ
وَسَطَت نِسبَتي الذَوائِبَ مِنهُم
كُلُّ دارٍ فيها أَبٌ لي عَظيمُ
رُبَّ حِلمٍ أَضاعَهُ عَدَمُ الما
لِ وَجَهلٍ غَطّى عَلَيهِ النَعيمُ
ما أُبالي أَنَبَّ بِالحُزنِ تَيسٌ
أَم لَحاني بِظَهرِ غَيبٍ لَئيمُ
لا تَسُبَّنَّني فَلَستَ بِسَبّي
إِنَّ سَبّي مِنَ الرِجالِ الكَريمُ
تِلكَ أَفعالُنا وَفِعلُ الزَبَعرى
خامِلٌ في صَديقِهِ مَذمومُ
وَلِيَ الناسَ مِنهُمُ إِذ حَضَرتُم
أُسرَةٌ مِن بَني قُصَيٍّ صَميمُ
تِسعَةٌ تَحمِلُ اللِواءَ وَطارَت
في رِعاعٍ مِنَ القَنا مَخزومُ
لَم يُوَلّوا حَتّى أُبيدوا جَميعاً
في مَقامٍ وَكُلُّهُم مَذمومُ
بِدَمٍ عاتِكٌ وَكانَ حِفاظاً
أَن يُقيموا إِنَّ الكَريمَ كَريمُ
وَأَقاموا حَتّى أُزيروا شُعوباً
وَالقَنا في نُحورِهِم مَحطومُ
وَقُرَيشٌ تَلوذُ مِنّا لِواذاً
لَم يُقيموا وَخَفَّ مِنها الحُلومُ
لَم تُطِق حَملَهُ العَواتِقُ مِنهُم
إِنَّما يَحمِلُ اللِواءَ النُجومُ
****************
هولاء اربعة قصائد من قصائد الشاعر الكبير شاعر الرسول - صلي الله عليه و سلم - حسان بن ثابت
******************
المراجع :
ديوان حسان بن ثابت - رضي الله عنه-