هي مدونه تحكي عن كل شيء من الكوره و الشعر و قصص و غيرها

حافظ إبراهيم شاعر النيل و شاعر الشعب

حافظ إبراهيم :

تِلكَ عُقبى كُلِّ جَبّارٍ طَغى ..أَو تَعالى أَو عَنِ الحَقِّ ...

هو محمد حافظ إبراهيم ولد في محافظة أسيوط حيث ولد علي متن سفينة كانت راسيه أمام ديروط وهي قريه بمحافظه أسيوط من أب مصري و أم تركية في 24 فبراير 1872 و توفي في 21 يونيو 1932 و توفي والده وهو صغير  واتت به والدته قبل وفاتها الي القاهره حيث نشأ بها يتيماً تحت كفاله خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندساًفي مصلحة التنظيم ثم أنتقل خاله الي مدينة طنطا و هناك اخذه معه ليدرس في كتاب  ، أحس حافظ إبراهيم يبضيق خاله منه مما أثر في نفسه روحل عنه وترك له رساله كتب فيها :

    ثقلت عليك مؤونتي                                                                    و إني أراها واهيه

    فأفرح فأني ذاهب                                                                       متوجه في داهيه

آثاره الأدبية :
  1. الديوان
  2. البؤساء
  3. ليالي سطيح في النقد الاجتماعي
  4. في التربية الأوليه
  5. الموجز في علم الاقتصاد
و سوف أعرض لكم قصائد لحافظ إبراهيم من صفحة الديوان من ديوان حافظ إبراهيم 


مكتبة لسان العرب: تحميل مؤلفات حافظ ابراهيم , pdf

القصيدة العمرية

حَسبُ القَوافي وحَسبي حين أُلْقيها

أَنِّي إلى ساحَةِ الفاروقِ أُهْدِيها

لا هُمَّ، هَبْ لي بياناً أستَعينُ به

على قضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضِيها

قد نازَعَتني نَفسي أن أوَفِّيَها

وليس في طَوقِ مِثلي أنْ يُوَفِّيها

فمُرْ سَرِيَّ المَعاني أنْ يُواتيَني

فيها فإنِّي ضَعيفُ الحالِ واهيها

مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة

من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها

مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ

في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها

طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً

من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها

فأصبَحَتْ دولةُ الإسلامِ حائرةً

تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها

مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً

وزانَ بالعَدلِ والتَّقوَى مَغانيها

تَنبُْو المَعاوِلُ عنها وهيَ قائِمَةٌ

والـهادِمُون كثيرٌ في نواحيها

حتى إذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها

صاحَ الزَّوَالُ بها فاندَكَّ عاليها

واهاً على دَولةٍ بالأمسِ قد مَلأَت

جَوانِبَ الشَّرقِ رَغداً من أياديها

كم ظَلَّلَتْها وحاطَتْها بأجنحةٍ

عن أعينِ الدَّهرِ قد كانت تُواريها

مِنَ العِنايةِ قد رِيشَتْ قَوادِمُها

ومن صَميم التُّقى رِيشَتْ خَوافيها

واللـهِ ما غالَها قِدْماً وكادَ لـها

واجتَثَّ دَوْحَتَها إِلاّ مَوالِيها

لو أنّها في صَميم العُرب قد بَقِيَتْ

لمّا نَعاها على الأيّام ناعِيها

يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ

والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها

لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم

مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها

رأيتَ في الدِّين آراءً مُوَفَّقَةً

فأنزَلَ اللـهُ قرآناً يُزَكِّيها

وكنتَ أوّلَ من قَرَّت بصُحبتِه

عينُ الحَنيفةِ واجتازَت أمانِيها

قد كنتَ أعدى أعاديها فصِرتَ لـها

بنعمةِ اللـهِ حِصناً من أعاديها

خَرَجتَ تَبغي أذاها في محمَّدها

وللحَنيفةِ جَبّارٌ يُواليها

فلم تَكَدْ تَسمَعُ الآياتِ بالِغةً

حتى انكَفَأْتَ تُناوي من يُناويها

سَمِعْتَ سُورَةَ طّه من مُرَتِّلِها

فزلزلت نِيَّةً قد كنتَ تَنويها

وقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاولُه

قَولُ المُحِبِّ الذي قد بات يُطرِيها

ويومَ أسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وارتَفَعتْ

عن كاهِلِ الدِّينِ أثقالٌ يُعانيها

وصاحَ فيه بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَتْ

لـها القُلوبُ ولَبَّتْ أمرَ بارِيها

فأنتَ في زَمَن المُختارِ مُنجِدُها

وأنتَ في زَمَنِ الصِّدِّيقِ مُنْجِيها

كم استَراكَ رَسُولُ اللـهِ مُغتَبِطاً

بحِكمَةٍ لكَ عند الرَأْيِ يُلْفيها

ومَوقِفٍ لكَ بعد المصطفى افَتَرقَت

فيه الصَّحابةُ لمّا غابَ هاديها

بايَعتَ فيه أبا بَكرٍ فبايَعَه

على الخِلافَةِ قاصِيها ودانِيها

وأُطفِئَت فِتَنةٌ لولاكَ لاستَعَرَت

بين القَبائِل وانسابَت أفاعيها

باتَ النبيُّ مُسَجّىً في حَظيرَتِه

وأنتَ مُستَعِرُ الأحشاءِ دامِيها

تَهيمُ بين عَجيج الناس في دَهَشٍ

مِن نَبْأَةٍ قد سَرَى في الأرضِ ساريها

تَصيحُ: من قال نَفسُ المصطفى قُبِضَتْ

عَلَوتُ هامَتَه بالسَّيفِ أَبْريها

أنْساكَ ، حُبُّكَ طه أنّه بَشَرٌ

يُجري عليه شُؤُونَ الكَونِ مُجريها

وأنّه وارِدٌ لا بدّ مَوْرِدَه

مِنَ المَنِيَّةِ لا يُعفيه ساقيها

نَسِيتَ في حَقِّ طه آيةً نَزَلَتْ

وقد يُذَكَّرُ بالآياتِ ناسيها

ذَهِلْتَ يوماً فكانت فِتنَةٌ عَمَمٌ

وَثابَ رُشدُكَ فانجابَتْ دَياجِيها

فللسَّقِيفَةِ يومٌ أنتَ صاحِبُه

فيه الخِلافةُ قد شِيدَتْ أواسيها

مَدَّتْ لـها الأَوْسُ كَفّاً كي تَناوَلَها

فمَدَّتْ الخَزْرَجُ الأيدي تُباريها

وظَنَّ كلُّ فَريقٍ أنّ صاحِبَهُم

أوْلى بها وأتى الشّحْنَاءَ آتيها

حتى انَبَريتَ لـهم فارتدّ طامِعُهُم

عنها وأخَّى أبو بَكرٍ أواخيها

وقَولَةٍ لعَليٍّ قالَها عُمَرٌ

أكرِم بسامِعِها أعظِم بمُلقيها!

حَرَقتُ دارَكَ لا أبقي عليكَ بها

إنْ لم تُبايعْ وبنتُ المصطفى فيها

ما كان غيرُ أبي حَفصٍ يَفُوهُ بها

أمامَ فارِسِ عَدْنانٍ وحامِيها

كلاهُما في سَبيلِ الحَقِّ عَزْمَتُه

لا تَنْثَني أو يكونَ الحَقُّ ثانيها

فاذْكُرْهُمَا وتَرَحَّمْ كُلَّما ذَكَرُوا

أعاظِماً أَلِّهُوا في الكونِ تأليها

كم خِفتَ في اللـه مَضعُوفاً دَعاكَ بهِ

وكم أخَفتَ قويّاً يَنثَني تِيها

وفي حَديثِ فتَى غَسّانَ موعظةٌ

لكلِّ ذي نَغرَةٍ يأبى تَناسيها

فما القَوِيُّ قَوِيّاً رغم عِزَّته

عند الخُصومَةِ والفارُوقُ قاضيها

وما الضَّعيفُ ضعيفاً بعد حُجَّتِه

وإنْ تَخاصَمَ واليها وراعيها

وما أقَلْتَ أبا سُفيانَ حين طَوى

عَنكَ الـهديةَ مُعَتّزاً بمُهديها

لم يُغنِ عنه وقد حاسَبْتَه حَسَبٌ

ولا مُعاويةٌ بالشامِ يَجبيها

قَيَّدْتَ منه جَليلاً شاب مَفرِقُه

في عِزِّةٍ ليس من عِزٍّ يُدانيها

قد نوَّهُوا باسمِه في جاهِلّيتِه

وزادَه سَيِّدُ الكَونَينِ تنويها

في فَتحِ مَكّةَ كانت دارُه حَرَماً

قد أمَّنَ اللـهُ بعدَ البيتِ غاشِيها

وكلُّ ذلك لم يَشفعَ لدى عُمَرٍ

في هفوةٍ لأبي سُفيانَ يأْتيها

تاللـهِ لو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَه

لمَا تَرَخَّصَ فيها أو يُجازيها

فلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها

ولا القَرابةُ في بُطلٍ يُحابيها

وتلكَ قُوّةُ نفسٍ لو أراد بها

شُمَّ الجِبالِ لمَا قَرّت رَواسيها

سَلْ قاهِرَ الفُرسِ والرُّومانِ هل شَفَعَتْ

لـه الفُتوحُ وهل أغنَى تَواليها

غَزَى فأبْلى وخَيْلُ اللـهِ قد عُقِدت

باليُمنِ والنَّصْرِ والبُشْرَى نَواصِيها

يَرمي الأعادي بآراءٍ مُسَدَّدَةٍ

وبالفَوارسِ قد سالَتْ مَذاكيها

ما واقَعَ الرُّومَ إلاّ فَرَّ قارِحُها

ولا رَمَى الفُرسَ إلاّ طاشَ راميها

ولم يَجُزْ بَلدَةً إلا سَمِعْتَ بها

اللـهُ أكبرُ تَدوي في نَواحيها

عِشرُونَ مَوقِعَةً مَرّتْ مُحَجَّلةً

من بعد عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحْصيها

وخالدٌ في سَبيلِ اللـهِ مُوقِدُها

وخالدٌ في سَبيلِ اللـه صاليها

أتاهُ أمْرُ أبي حَفصِ فقبَّلَه

كما يُقَبِّلُ آيَ اللـهِ تالِيها

واستَقْبَلَ العَزْلَ في إبّانِ سَطْوَته

ومَجْدِه مُسْتَريحَ النَّفسِ هاديها

فاعجَب لسَيِّدِ مَخُزومٍ وفارِسِها

يومَ النِّزالِ إذا نادَى مُناديها

يَقُودُه حَبَشيٌّ في عِمامَتِه

ولا تُحرَّكُ مَخزُومٌ عَواليها

ألْقَى القِيادَ إلى الجَرّاحِ مُمْتَثِلاً

وعِزّةُ النَّفْسِ لم تُجْرَحْ حَواشيها

وانضَمَّ للجُند يَمشي تحتَ رايَتِه

وبالحياةِ إذا مالَتْ يُفَدِّيها

وما عَرَتْه شَكوكٌ في خَليفَتِه

ولا ارتَضَى إمَرةَ الجَرّاحِ تَمويها

فخالِدٌ كان يَدري أنّ صاحِبَه

قد وَجَه النَّفسَ نحوَ اللـهِ تَوجيها

فما يُعالِجُ من قَولٍ ولا عَمَلٍ

إلاّ أرادَ به للنّاسِ تَرفيها

لذاكَ أوْصَى بأولادٍ لـه عُمَراً

لمّا دَعاهُ إلى الفِرْدَوسِ داعيها

وما نَهَى عُمَرٌ في يومِ مَصرعِه

نِساءَ مَخزومَ أن تَبكي بَواكيها

وقيل : خالَفتَ يا فاروقُ صاحِبَنا

فيه وقد كان أعطى القَوسَ باريها

فقال: خِفتُ افتِتانِ المُسلمين به

وفِتنةُ النَّفسِ أعيَت مَن يُداويها

هَبوه أخطَأَ في تَأْويلِ مَقصِدِه

وأنّها سَقطَةٌ في عينِ ناعيها

فلن تَعيبَ حَصيفَ الرأيِ زَلّتُه

حتى يَعيبَ سُيوفَ الـهِندِ يَطويها

تاللـهِ لم يَتَّبعْ في ابنِ الوَليد هَوىً

ولا شَفَى غُلَّةً في الصَّدْرِ يَطويها

لكنّه قد رأى رَأياً فأتبعَه

عَزيمَةً منه لم تُثْلَمْ مَواضيها

لم يَرعَ في طاعَةِ المولى خُؤُولَتَه

ولا رَعى غيرَها فيما يُنافيها

وما أصابَ ابنُه والسَّوْطُ يأخُذُهُ

لَدَيه من رَأْفَةٍ في الحَدِّ يُبديها

إنّ الذي بَرَأَ الفاروقَ نَزَّهَه

عن النَّقائِصِ والأغراضِ تَنْزيها

فذاكَ خُلقٌ مِنَ الفِردَوسِ طينَتُه

اللـهُ أوْدَعَ فيها ما ينَقِّيها

لا الكِبْرُ يَسْكُنُها، لا الظُّلمُ يَصحَبُها،

لا الحِقدُ يَعرِفُها، لا الحِرصُ يُغويها

شاطَرتَ داهَيةَ السُّوَاس ثَرَوتَه

ولم تَخَفه بمِصرٍ وهو والِيها

وأنتَ تَعِرفُ عَمراً في حَواضِرِها

ولستَ تَجهَلُ عَمراً في بَواديها

لم تُنبِت الأرضُ كابن العاصِ داهيةً

يَرمي الخُطوبَ بَرأيٍ ليسَ يُخطِيها

فلم يُرِغ حِيلَةً فيما أمَرتَ به

وقامَ عَمروٌ إلى الأجمالِ يُزجِيها

ولم تُقِلْ عامِلاً منها وقد كَثُرَتْ

أموالُه وفَشا في الأرضِ فاشيها

وما وَفى ابنُكَ عبدُ اللـهِ أَيْنُقَه

لمّا اطَّلَعْتَ عليها في مَراعيها

يَنها في حِماهُ وهي سارِحَةٌ

مِثلَ القُصور قد اهتَزَّت أعاليها

فقلتَ: ما كان عبدُ اللـه يُشبِعُها

لو لم يكن وَلَدي أو كان يُرويها

قد استعانَ بجاهي في تِجارَتِه

وباتَ باسمِ أبي حَفصٍ يُنَميِّها

رُدّوا النِّياقَ لبيتِ المالِ إنّ لـه

حَقَّ الزِّيادَةِ فيها قَبل شاريها

وهذه خُطّةٌ للـهِ واضِعُها

رَدَّتْ حُقوقاً فأغنَت مُستَميحيها

ما الإشتراكيَّةُ المُنشودُ جانِبُها

بين الورى غيرَ مَبنىً من مَبانيها

فإنْ نكن نحن أهليها ومنبِتَها

فإنّهم عَرَفُوها قبل أهليها

جَنَى الجَمالُ على نَصرٍ فغَرَّبَه

عَنِ المَدينةِ تَبكِيه ويَبكيها

وكم رَمَت قَسماتُ الحُسنِ صاحِبَها

وأتعَبَتْ قَصَبَاتُ السَّبقِ حاويها

وزهرةُ الرَّوضِ لولا حُسنُ رونقِها

لمَا استَطالَتْ عليها كفُّ جانيها

كانت لـه لِمَّةٌ فَينانَةٌ عَجَبٌ

على جَبينٍ خَليق أنْ يُحَلّيها

وكان أنَّى مَشَى مالَتْ عَقَائِلُها

شَوقاً إليه وكادَ الحُسنُ يَسبيها

هَتَفَنَ تحتَ اللّيالي باسمِه شَغَفاً

وللحِسانِ تَمّنٍّ في لَياليها

جَزَزتَ لِمَّتَه لمّا أُتِيتَ به

ففاقَ عاطِلُها في الحُسنِ حاليها

فَصِحْتَ فيه تَحَوَّلْ عن مَدينَتِهِم

فإنّها فِتنَةٌ أخشى تَماديها

وفِتنةُ الحُسنِ إنْ هَبَّتْ نَوافِحُها

كفِتنَةِ الحَربِ إنْ هَبَّتْ سَوافيها

وراعَ صاحبُ كسرى أنْ رأى عُمَراً

بين الرَّعيّةِ عُطلاً وهو راعيها

وعَهدُه بمُلوكِ الفُرسِ أنّ لـها

سُوراً من الجُندِ والأحراسِ يَحميها

رآه مُستَغرقاً في نَومِه فَرأى

فيه الجَلالَة في أسمَى مَعانيها

فوقَ الثَّرَى تحتَ ظِلِّ الدَّوحِ مُشتَمِلاً

بُبردَةٍ كادَ طُولُ العَهدِ يُبليها

فهانَ في عَيِنه ما كان يُكبِرُه

مِنَ الأكاسِرِ والدّنيا بأيديها

وقال قَوَلَةَ حَقٍّ أصبَحَتْ مَثَلاً

وأصَبَحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها:

أمِنتَ لمّا أقَمتَ العَدلَ بينهُمُ

فنِمتَ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

يا رافِعاً رايةَ الشُّورَى وحارِسَها

جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عن مُحِبِّيها

لم يُلـهِكَ النَّزْعُ عن تأييدِ دَولَتها

وللمَنِيَّةِ آلامٌ تُعانيها

لم أنسَ أمركَ للمِقدادِ يَحمِلُه

إلى الجَماعةِ إنذاراً وتَنبيها

إِنْ ظَلَّ بعد ثَلاثٍ رأْيُها شُعَباً

فجَرِّدِ السَّيفَ واضرِبْ في هَواديها

فاعجَبْ لقوّةِ نَفسٍ ليسَ يَصرِفُها

طَعمُ المَنِّيةِ مُرّاً عن مَراميها

دَرَى عميدُ بني الشُّورَى بمَوضِعِها

فعاشَ ما عاشَ يَبنيها ويُعليها

وما استَبَدَّ برأْيٍ في حُكومَتِه

إنّ الحُكومَةَ تُغري مُستَبِدِّيها

رأيُ الجّماعةِ لا تَشقَى البِلادُ به

رغم الخِلافِ ورَأْيُ الفَردِ يُشقيها

يا مَن صَدَفتَ عن الدُّنيا وزِينَتها

فلم يَغُرَّكَ من دُنياكَ مُغريها

ماذا رأيتَ بباب الشامِ حين رَأوْا

أنْ يُلبِسُوكَ مِن الأثوابِ زاهيها

ويُرْكِبُوكَ على البِرذَونِ تَقدمُهُ

خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلُو مَرائيها

مَشى فهَملَجَ مُختالاً براكبِه

وفي البَراذِينِ ما تُزهى بعاليها

فصِحتَ: يا قوم، كادَ الزَّهوُ يَقتُلُني

وداخَلَتنِيَ حالٌ لستُ أدْريها

وكادَ يَصبُو إلى دُنياكُمُ عُمَرٌ

ويَرتَضي بَيعَ باقيهِ بفانيها

رُدُّوا رِكابي فلا أبغي به بَدَلا

رُدُّوا ثيابي فحَسبي اليومَ باليها

ومَن رآهُ أمامَ القِدْرِ مُنبَطِحاً

والنارُ تَأْخُذُ منه وهو يُذْكيها

وقد تَخَلَّلَ في أثناءِ لِحَيتِهِ

منها الدُّخانُ وَفُوهُ غابَ في فيها

رأى هُناكَ أميرَ المُؤمنين على

حالٍ تَرُوعُ ـ لَعَمرُ اللـهِ ـ رائيها

يَستَقبِلُ النارَ خَوفَ النارِ في غدِهِ

والعَينُ من خَشيَةٍ سالَتْ مَآقيها

إنْ جاعَ في شِدّةٍ قَومٌ شَرِكتَهُم

في الجوعِ أو تَنجلَي عنهم غَواشيها

جُوعُ الخَليفَةِ ـ والدُّنيا بقَبضَتِه ـ

في الزُّهدِ مَنزِلَةٌ سبحانَ مُوَليها

فمَن يُباري أبا حَفصٍ وسيرَتَه

أو مَن يُحاولُ للفاروقَ تَشْبيها

يومَ اشتَهَتْ زَوجُه الحَلوى فقال لـها

من أينَ لي ثَمَنُ الحلوى فأشريها

لا تَمتَطي شَهَواتِ النَّفسِ جامِحَةً

فكِسرَةُ الخُبز عن حَلواكِ تَجزيها

وهل يَفي بيتُ مالِ المُسلمينَ بما

تُوحي إليك إذا طاوَعتِ مُوحيها

قالت: لكَ اللـهُ إنِّي لستُ أَرزَؤُه

مَالاً لحاجَةِ نفسٍ كنتُ أبغيها

لِكنْ أُجنِّبُ شيْئاً مِن وَظِيفَتناَ

وفي كُلِّ يْومٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهاً

حتى إذا ما مَلَكنا ما يُكافِئُها

شَرَيتُها ثُمّ إنِّي لا أُثَنِّيها

قال: اذهبي واعلَمي إنْ كنتِ جاهِلَةً

أنَّ القَناعةَ تُغني نفسَ كاسيها

وأقبلَت بعدَ خَمسٍ وهي حامِلَةٌ

دُرَيهِماتٍ لتقضي من تَشَهِّيها

فقال: نَبَّهتِ منِّي غافلاً فدَعي

هذي الدَّراهِمَ إذْ لا حَقَّ لي فيها

وَيلي على عُمَرٍ يَرضى بمُوفِيَةٍ

على الكفافِ ويَنهَى مُستَزيديها

ما زادَ عن قُوتنا فالمُسلمونَ به

أوْلى فقُومي لبيتِ المالِ رُدِّيها

كذاكَ أخلاقُه كانت وما عُهِدَتْ

بعد النُّبُوّةِ أخلاقٌ تُحاكيها

في الجاهليّةِ والإِسلامِ هَيبَتُه

تَثْني الخُطوبَ فلا تَعدُو عَواديها

في طَيِّ شِدَّته أسرارٌ مَرحَمَةٍ

للعالَمينَ ولكن ليس يُفْشيها

وبين جَنَبيه في أوفى صَرامتِه

فُؤادُ والدةٍ تَرعى ذَراريها

أغنَتْ عن الصَّارِمِ المصقولِ دِرّتُه

فكم أخافَت غَويِّ النَّفسِ عاتيها

كانت لـه كعصا مُوسى لصاحِبها

لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِوادِيها

أخافَ حتى الذَّراري في ملاعِبِها

وراعَ حتى الغواني في مَلاهيها

أرَيتَ تلكَ التي للـه قد نَذَرَتْ

أنشودَةً لرسولِ اللـه تُهديها

قالت: نَذَرْتُ لئن عادَ النَّبيُ لنا

من غزوةٍ لَعَلى دُفِّي أُغَنِّيها

ويَمَّمَتْ حَضَرَةَ الـهادي وقد مَلأَتْ

أنوارُ طَلعتِه أرجاءَ ناديها

واستأذَنَت ومَشَت بالدُّفِّ واندَفَعَت

تُشجي بألحانِها ما شاءَ مُشجيها

والمصطفى وأبو بَكرٍ بجانِبه

لا يُنكِرانِ عليها من أغانيها

حتى إذا لاحَ من بُعدٍ لـها عُمَرٌ

خارَت قُواها وكادَ الخَوفُ يُرديها

وخَبَأَتْ دُفَّها في ثَوبِها فَرَقاً

منه ووَدَّتْ لو أنّ الأرضَ تَطويها

قد كانَ حِلمُ رسولِ اللـهِ يُؤْنِسُها

فجاءَ بَطشُ أبي حَفصٍ يُخَشِّيها

فقالَ مَهِبطُ وَحيِ اللـهِ مُبتَسِماً

وفي ابتِسامَتِهِ مَعنىً يُواسيها

قد فَرَّ شيطانُها، لمّا رأى عُمَراً

إنّ الشياطينَ تَخشى بأسَ مُخزيها

وفِتيَةٍ وَلِعُوا بالرَّاحِ فانَتَبَذُوا

الـهم مَكاناً وجَدُّوا في تَعاطِيها

ظَهَرتَ حائِطَهُم لمّا عَلِمتَ بهم

والليلُ مُعتَكِرُ الأرجاءِ ساجيها

حتى تَبَيَّنْتَهُم والخَمرُ قد أخَذَت

تَعلو ذُؤابَةَ ساقيها وحاسيها

سَفَّهتَ آراءَهُم فيها فما لَبِثوا

أن أوسَعُوكَ على ماجِئتَ تَسفيها

ورُمتَ تَفقيهَهُم في دينِيهِم فإذا

بالشَّربِ قد بَرَعُوا الفاروقَ تَفقيها

قالوا: مَكانَكَ قد جِئنا بواحِدَةٍ

وجِئتَنا بثَلاثٍ لا تُباليها

فأْتِ البيوتَ من الأبوابِ يا عُمَرٌ

فقد يُزَنُّ من الحِيطانِ آتيها

واستأْذِن الناسَ أنْ تَغشى بُيوتَهُمُ

ولا تُلِمّ بدارٍ أو تَحَيِّيها

ولا تَجَسَّس فهذي الآيُ قد نَزَلَتْ

بالنَّهْي عنه فلم تَذكر نَواهيها

فعُدتَ عنهم وقد أكبَرتَ حُجَّتَهُم

لمّا رَأيتَ كِتابَ اللـهِ يُمليها

وما أنِفتَ وإنْ كانوا على حَرَجٍ

من أن يَحُجَّكَ بالآياتِ عاصيها

وسَرحَةٍ في سماءِ السَّرحِ قد رَفَعَت

ببيعَةِ المُصطَفى من رأسِها تيها

أزَلتَها حين غَالوْا في الطَّوافِ بها

وكان تَطوافُهُم للدِّينِ تَشويها

هذي مناقِبُه في عهدِ دولتِهِ

للشّاهِدِينَ وللأعقابِ أحكيها

في كلِّ واحدةٍ منهنّ نابِلَةٌ

من الطبائعِ تَغذو نفسَ واعيها

لَعَلَّ في أمّةِ الإسلامِ نابتَةً

تَجلُو لحاضِرِها مِرآةَ ماضيها

حتى تَرَى بعضَ ما شادَت أوائِلُها

من الصُّروحِ وما عاناهُ بانيها

وحَسبُها أن ترى ماكانَ من عُمَرٍ

حتى يُنَبِّهَ منها عينَ غافيها








































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































حبس اللسان وأطلق الدمعا

حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا

ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا

لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي

ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا

ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً

وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا

فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ

أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى

وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها

غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى

إِنّى أَرى مِن بَعدِهِ شَلَلاً

بِيَدِ العُلا وَبِأَنفِها جَدعا

وَأَرى النَدى مُستَوحِشاً قَلِقاً

وَأَرى المُروءَةَ أَقفَرَت رَبعا

قَد كانَ في الدُنيا أَبو حَسَنٍ

يولي الجَميلَ وَيُحسِنُ الصُنعا

إِن جاءَ ذو جاهٍ بِمَحمَدَةٍ

وَتراً شَآهُ بِمِثلِها شَفعا

فَإِذا نَظَرتَ إِلى أَنامِلِهِ

تَندى حَسِبتَ بِكَفِّهِ نَبعا

سَلني فَإِنّي مِن صَنائِعِهِ

وَسَلِ المَعارِفَ كَم جَنَت نَفعا

قَد أَخصَبَت أُمُّ اللُغاتِ بِهِ

خِصباً أَدَرَّ لِأَهلِها الضَرعا

تَاللَهِ لَولا أَن يُقالَ أَتى

بِدعاً لَطُفتُ بِقَبرِهِ سَبعا

قَد ضِقتُ ذَرعاً بِالحَياةِ وَمَن

يَفقِد أَحِبَّتَهُ يَضِق ذَرعا

وَغَدَوتُ في بَلَدٍ تَكَنَّفَني

فيهِ الشُرورُ وَلا أَرى دَفعا

كَم مِن صَديقٍ لي يُحاسِنُني

وَكَأَنَّ تَحتَ ثِيابِهِ أَفعى

يَسعى فَيُخفي لينُ مَلمَسِهِ

عَنّي مَسارِبَ حَيَّةٍ تَسعى

كَم حاوَلَت هَدمي مَعاوِلُهُم

وَأَبى الإِلَهُ فَزادَني رَفعا

أَصبَحتُ فَرداً لا يُناصِرُني

غَيرُ البَيانِ وَأَصبَحوا جَمعا

وَمُناهُمُ أَن يَحطِموا بِيَدي

قَلَماً أَثارَ عَلَيهِمُ النَقعا

وَلَرُبَّ حُرٍّ عابَهُ نَفَرٌ

لا يَصلُحونَ لِنَعلِهِ شِسعا

مَن ذا يُواسيني وَيَكلَأُني

في هَذِهِ الدُنيا وَمَن يَرعى

لا جاهَ يَحميني وَلا مَدَدٌ

عَنّي يَرُدُّ الكَيدَ وَالقَذَعا

بِكَ كُنتُ أَدفَعُ كُلَّ عادِيَةٍ

وَأُجيبُ في الجُلّى إِذا أُدعى

وَأُقيلُ عَثرَةَ كُلِّ مُبتَئِسٍ

وَأَفي الحُقوقَ وَأُنجِحُ المَسعى

حَتّى نَعى الناعي أَبا حَسَنٍ

فَوَدَدتُ لَو كُنتُ الَّذي يُنعى

غيظُ العِداةُ فَحاوَلوا سَفَهاً

مِنهُم لِحَبلِ وِدادِنا قَطعا

راموا لَهُ بَتّاً وَقَد حَمَلوا

ظُلماً فَكانَ لِوَصلِهِ أَدعى

يا دَوحَةً لِلبَرِّ قَد نَشَرَت

في كُلِّ صالِحَةٍ لَها فَرعا

وَمَنارَةً لِلفَضلِ قَد رُفِعَت

فَوقَ الكَنانَةِ نورُها شَعّا

وَمَثابَةً لِلرِزقِ أَحمَدُها

ما رَدَّ مِسكيناً وَلا دَعّا

إِنّي رَثَيتُكَ وَالأَسى جَلَلٌ

وَالحُزنُ يَصدَعُ مُهجَتي صَدعا

لا غَروَ إِن قَصَّرتُ فيكَ فَقَد

جَلَّ المُصابُ وَجاوَزَ الوُسعا

سَأَفيكَ حَقَّك في الرِثاءِ كَما

تَرضى إِذا لَم تُقدَرِ الرُجعى



























































































































رحم الله صاحب النظرات

رَحِمَ اللَهُ صاحِبَ النَظَراتِ

غابَ عَنّا في أَحرَجِ الأَوقاتِ

يا أَميرَ البَيانِ وَالأَدَبِ النَضـ

ـرِ لَقَد كُنتَ فَخرَ أُمِّ اللُغاتِ

كَيفَ غادَرتَنا سَريعاً وَعَهدي

بِكَ يا مُصطَفى كَثيرِ الأَناةِ

أَقفَرَت بَعدَكَ الأَساليبُ وَاِستَر

خى عِنانُ الرَسائِلِ المُمتِعاتِ

جَمَحَت بَعدَكَ المَعاني وَكانَت

سَلِساتِ القِيادِ مُبتَدَراتِ

وَأَقامَ البَيانُ في كُلِّ نادٍ

مَأتَماً لِلبَدائِعِ الرَائِعاتِ

لَطَمَت مَجدُلينُ بَعدَكَ خَدَّيـ

ـها وَقامَت قِيامَةُ العَبَراتِ

وَاِنطَوَت رِقَّةُ الشُعورِ وَكانَت

سَلوَةَ البائِسينَ وَالبائِساتِ

كُنتَ في مِصرَ شاعِراً يَبهَرُ اللُبـ

ـبَ بِآياتِ شِعرِهِ البَيِّناتِ

فَهَجَرتَ الشِعرَ السَرِيَّ إِلى النَثـ

ـرِ فَجِئتَ الكُتّابَ بِالمُعجِزاتِ

مُتَّ وِالناسُ عَن مُصابِكَ وَشُغ

لٍ بِجُرحِ الرَئيسِ حامي الحُماةِ

شُغِلوا عَن أَديبِهِم بِمُنَجّيـ

ـهِم فَلَم يَسمَعوا نِداءَ النُعاةِ

وَأَفاقوا بَعدَ النَجاةِ فَأَلفَوا

مَنزِلَ الفَضلِ مُقفَرَ العَرَصاتِ

قَد بَكاكَ الرَئيسُ وَهوَ جَريحٌ

وَدُموعُ الرَئيسِ كَالرَحَماتِ

لَم تُبَقِّ يا فَتى المَحامِدِ مالاً

فَلَقَد كُنتَ مُغرَماً بِالهِباتِ

كَم أَسالَت لَكَ اليَراعَةُ سَيلاً

مِن نُضارٍ يَفيضُ فَيضَ الفُراتِ

لَم تُؤَثِّل مِما كَسَبتَ وَلَم تَحـ

ـسِب عَلى ما أَرى حِسابَ المَماتِ

مِتَّ عَن يافِعٍ وَخَمسِ بَناتٍ

لَم تُخَلِّف لَها سِوى الذِكرَياتِ

وَتُراثُ الأَديبِ في الشَرقِ حُزنٌ

لِبَنيهِ وَثَروَةٌ لِلرَواةِ

لا تَخَف عَثرَةَ الزَمانِ عَلَيهِم

لا وَلا صَولَةَ اللَيالي العَواتي

عَينُ سَعدٍ تَرعاهُمُ بَعدَ عَينِ الـ

ـلَهِ فَاِهدَأ فَقَد وَجَدتَ المُواتي













































































ثمن المجد والمحامد غالي

ثَمَنُ المَجدِ وَالمَحامِدِ غالي

آلُ زَغلولَ فَاِصبِروا لِلَيالي

قَد هَوى مِنكُمُ ثَلاثَةُ أَقما

رٍ خَلَت مِنهُمُ بُروجُ المَعالي

ماتَ فَتحي وَمَن لَنا بِحِجاهُ

وأَفانينَ فِكرِهِ الجَوّالِ

كانَ أُعجوبَةَ الزَمانِ ذَكاءً

وَمَضاءٍ في كُلِّ أَمرٍ عُضالِ

وَسَعيدٌ وَكانَ غُصناً نَدِيّاً

فُتِّحَت فيهِ زهرَةُ الآمالِ

وَقَضى عاطِفٌ وَكانَ عَظيماً

صادِقَ العَزمِ مُطمَأَنَّ الخِلالِ

يَهزِلُ الناسُ وَالزَمانُ وَيَأبى

غَيرَ جِدٍّ مُواصِلٍ وَنِضالِ

ساهِدُ الرَأيِ نائِمُ الحِقدِ لاهٍ

عَن مَلاهي الوَرى عَفيفُ المَقالِ

قَد جَلا سَيفَ عَزمِهِ صَقيلُ النَفـ

ـيِ فَأَربى عَلى السُيوفِ الصِقالِ

وَنَمَت رَأيَهُ التَجارِبُ حَتّى

باتَ أَمضى مِن نافِذاتِ النِبالِ

يا شَهيدَ الإِصلاحِ غادَرتَ مِصراً

وَهيَ تَجتازُ هَولَ دَورِ اِنتِقالِ

لَو تَرَيَّثتَ لَاِستَطالَ بِكَ النيـ

ـلُ عَلى هَذِهِ الخُطوبِ التَوالي

غَيرَ أَنَّ الرَدى وَإِن كَثُرَ النا

سُ حَريصٌ عَلى البَعيدِ المَنالِ

كُلَّما قامَ مُصلِحٌ أَعجَلَتهُ

عَن مُناهُ غَوائِلُ الآجالِ

يُخطَفُ النابِغُ النَبيهُ وَيَبقى

خامِلُ الذِكرِ في نَعيمٍ وَخالِ

أَيَعيشُ الرِئبالُ في الغابِ جيلاً

وَيَمُرُّ الغُرابُ بِالأَجيالِ

كُنتَ فَوقَ الفِراشِ وِالسَقمُ بادٍ

لَهفَ نَفسي عَلَيكَ وَالجِسمُ بالِ

لَم يُزَحزِحكَ عَن نُهوضِكَ بِالأَعبا

ءِ داءٌ يُهِدُّ أُسدَ الدِحالِ

شَغَلَتكَ الجُهودُ وَالداءُ يَمشي

فيكِ مَشيَ المُحاذِرِ المُغتالِ

لَم يَدَع مِنكَ غَيرَ قُوَّةِ نَفسٍ

تَتَجَلّى في هَيكَلٍ مِن خَيالِ

عَجِزَ السُقمُ عَن بُلوغِ مَداها

فَمَضَت في سَبيلِها لا تُبالي

لَم تَزَل في بِناءَةِ النَشءِ حَتّى

هَدَمَ المَوتُ عُمرَ باني الرِجالِ

عَجِبَ الناسُ أَن رَأَوا سَرَطانَ الـ

ـبَحرِ قَد دَبَّ في رُؤوسِ الجِبالِ

مَن رَأى عاطِفاً وَقَد وَصَلَ الأَشـ

ـغالَ بَعدَ الهُدُوِّ بِالأَشغالِ

ظَنَّ أَو كادَ أَنَّ أَوَّلَ نَومٍ

نامَهُ كانَ تَحتَ تِلكَ الرِمالِ

أَو رَأى قُوَّةَ العَزيمَةِ فيهِ

وَهوَ فَوقَ الفِراشِ بادي الهُزالِ

ظَنَّ بَأسَ الحَديدِ فارَقَ مَثوا

هُ اِجتِواءً وَحَلَّ عودَ الخِلالِ

قَد تَبَيَّنتَ كُلَّ مَعنىً فَأَنكَر

تَ عَلى السالِفينَ مَعنى المُحالِ

رُمتَ في أَشهُرٍ صَلاحَ أُمورٍ

دَمَّرَتها يَدُ العُصورِ الخَوالي

رُمتُ إِصلاحَ ما جَنَت يَدُ دَنلو

بَ عَلى العِلمِ السِنينَ الطِوالِ

وَقَليلٌ عِندي لَها نِصفُ جيلٍ

لِمُجِدٍّ مُوَفَّقٍ فَعّالِ

لَم تَكُن مِصرُ بِالعَقيمِ وَلَكِن

قَد رَماها أَعداؤُها بِالحَيالِ

أَفسِحوا لِلجِيادِ فيها مَجالاً

قَد أَضَرَّ الجِيادَ ضيقُ المَجالِ

أَصبَحَت في القُيودِ تَمشي الهُوَينا

كَسَفينٍ يَعبُرنَ مَجرى القَنالِ

فَاِصدَعوا هَذِهِ القُيودَ وَخَلّو

ها تَبارى في السَبقِ ريحَ الشَمالِ

عَرَفَ الغَربُ كَيفَ يَستَثمِرُ الجِد

دَ فَيَبني بِفَضلِهِ كُلَّ غالِ

وَدَرى الشَرقُ كَيفَ يَستَمرِئُ اللَه

وَ فَيُفضي بِهِ إِلى شَرِّ حالِ

فَاِترُكوا اللَهوَ في الحَياةِ وَجِدّوا

إِنَّ في اِسمِ الرَئيسِ أَيمَنَ فالِ

فَاِصنَعوا صُنعَ عاطِفٍ وَاِذكُروهُ

آيَةَ المَجدِ ذِكرَةَ الأَبطالِ

يا مُحِبَّ الجِدالِ نَم مُستَريحاً

لَيسَ في المَوتِ مَنفَذٌ لِلجِدالِـ

ـصامِتٌ يُسكِتُ المُفَوَّهَ فَاِعجَب

وَبَطيءٌ يَبِزُّ خَطوَ العِجالِ

كُلُّ شَيءٍ إِلّا التَحِيَّةَ يُرجى

فَهيَ لِلَّهِ وَالدُنا لِلزَوالِ

إِن بَكَت غَيرَكَ النِساءُ وَأَذرَفـ

ـنَ عَلَيهِ الدُموعَ مِثلَ اللَآلي



فَعَلى المُصلِحينَ مِثلِكَ تَبكي

ثُمَّ تَبكي جَلائِلُ الأَعمالِ






























































































































































علمونا الصبر يطفي ما استعر

عَلَّمونا الصَبرَ يُطفي ما اِستَعَر

إِنَّما الأَجرُ لِمَفجوعٍ صَبَر

صَدمَةٌ في الغَربِ أَمسى وَقعُها

في رُبوعِ الشَرقِ مَشئومَ الأَثَر

زَلزَلَت في أَرضِ مِصرٍ أَنفُساً

لَم يُزَلزِلها قَرارُ المُؤتَمَر

ما اِصطِدامُ النَجمِ بِالنَجمِ عَلى

ساكِني الأَرضِ بِأَدهى وَأَمَر

قَطَفَ المَوتُ بَواكيرَ النُهى

فَجَنى أَجمَلَ طاقاتِ الزَهَر

وَعَدا المَوتُ عَلى أَقمارِنا

فَتَهاوَوا قَمَراً بِعدَ قَمَر

في سَبيلِ النيلِ وَالعِلمِ وَفي

ذِمَّةِ اللَهِ قَضى الإِثنا عَشَر

أَي بُدورَ الشَرقِ ماذا نابَكُم

في مَسارِ الغَربِ مِن صَرفِ الغِيَر

نَبَأٌ قَطَّعَ أَوصالَ المُنى

وَأَصَمَّ السَمعَ مِنّا وَالبَصَر

كَم بِمِصرٍ زَفرَةٌ مِن حَرِّها

كُنِسَ الأَعفَرُ وَالطَيرُ وَكَر

كَم أَبٍ أَسوانَ دامٍ قَلبُهُ

مُستَطيرِ اللُبِّ مَفقورِ الظَهَر

ساهِمَ الوَجهِ لِما حَلَّ بِهِ

سادِرَ النَظرَةِ مِن وَقعِ الخَبَر

كَم بِها والِدَةٍ والِهَةٍ

عَضَّها الثُكلُ بِنابٍ فَعَقَر

ذاتِ نَوحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى

عَلَّمَ الأَشجانَ سُكّانَ الشَجَر

تَسأَلُ الأَطيارَ عَن مُؤنِسِها

كُلَّما صَفَّقَ طَيرٌ وَاِصطَحَر

تَسأَلُ الأَنجُمَ عَن واحِدِها

كُلَّما غُوِّرَ نَجمٌ أَو ظَهَر

تَهَبُ العُمرَ لِمَن يُنبِئُها

أَنَّهُ أَفلَتَ مِن كَفِّ القَدَر

وَيحَ مِصرٍ كُلَّ يَومٍ حادِثٌ

وَبَلاءٌ ما لَها مِنهُ مَفَر

هانَ ما تَلقاهُ إِلّا خَطبُها

في تُرابٍ مِن بَنيها مُدَّخَر

قَد ظَلَمتُم مَجدَهُم في نَقلِهِم

إِنَّما نَقلَتُهُم إِحدى الكُبَر

فَسَواءٌ في تُرابِ الشَرقِ أَم

في تَرابِ الغَربِ كانَ المُستَقَر

أَأَبَيتُم أَن نَرى يَوماً لَنا

في رُبوعِ العِلمِ شِبراً فَنُسَر

أَضَنِنتُم أَن تُقيموا بَينهُم

شاهِداً مِنّا لِكُتّابِ السِيَر

وَمَزاراً كُلَّما يَمَّمَهُ

ناشِئٌ حَيّا ثَراهُ وَاِدَّكَر

وَدَليلاً لِاِبنِ مِصرٍ كُلَّما

قامَ في الغَربِ بِمِصرٍ فَاِفتَخَر

كَم مَسَلّاتٍ لَنا في أَرضِهِم

صَوَّرَت مُعجِزَةً بَينَ الصُوَر

قُمنَ رَمزاً لِعُصورٍ قَد خَلَت

أَشرَقَ العِلمُ عَلَيها وَاِزدَهَر

فَاِجعَلوا أَمواتَنا اليَومَ بِها

خَيرَ رَمزٍ لِرَجاءٍ مُنتَظَر

أُمَّةُ الطِليانِ خَفَّفتِ الأَسى

بِصَنيعٍ مِن أَياديكِ الغُرَر

جَمَعَت كَفّاكِ عِقداً زاهِياً

مِن بَنينا فَوقَ واديكِ اِنتَثَر

وَمَشى في مَوكِبِ الدَفنِ لَهُم

مِن بَنيكُم كُلُّ مِسماحٍ أَغَر

وَسَعى كُلُّ اِمرِئٍ مُفضِلٍ

بادِيَ الأَحزانِ مَخفوضَ النَظَر

وَبَكَت أَفلاذُكُم أَفلاذَنا

بِدُموعٍ رَوَّضَت تِلكَ الحُفَر

وَصَنَعتُم صَنَعَ اللَهُ لَكُم

فَوقَ ما يَصنَعُهُ الخِلُّ الأَبَر

قَد بَكَينا لَكُمُ مِن رَحمَةِ

يَومَ مِسّينا فَأَرخَصنا الدُرَر

فَحَفِظتُم وَشَكَرتُم صُنعَنا

وَبَنو الرومانِ أَولى مَن شَكَر

أَي شَبابَ النيلِ لا تَقعُد بِكُم

عَن خَطيرِ المَجدِ أَخطارُ السَفَر

إِنَّ مَن يَعشَقُ أَسبابَ العُلا

يَطرَحُ الإِحجامَ عَنهُ وَالحَذَر

فَاِطلُبوا العِلمَ وَلَو جَشَّمَكُم

فَوقَ ما تَحمِلُ أَطواقُ البَشَر

نَحنُ في عَهدِ جِهادٍ قائِمٍ

بَينَ مَوتٍ وَحَياةٍ لَم تَقِر


















































































































































رياض الأزبكية قد تحلت

رِياضُ الأَزبَكِيَّةِ قَد تَحَلَّت

بِأَنجابٍ كِرامٍ أَنتَ مِنهُم

فَهَبها جَنَّةً فُتِحَت لِخَيرٍ

وَأَدخِلنا مَعَ المَعفُوِّ عَنهُم








هدية من شاعر بائس

هَدِيَّةٌ مِن شاعِرٍ بائِسٍ

إِلى الدِمِرداشي وَلِيِّ النِعَم

يُشرِكُ بِاللَهِ وَلا يَشتَرِك

في نُسخَةٍ فيها ضُروبُ الحِكَم








 

إن صح ما قالوا وما أرجفوا


إِن صَحَّ ما قالوا وَما أَرجَفوا

وَأَلصَقوا زوراً بِدينِ العَميد

فَكُفرُ طَهَ عِندَ دَيّانِهِ

أَحَبُّ مِن إِسلامِ عَبدِ الحَميد








ثلاثة من سراة النيل قد حبسوا

ثَلاثَةٌ مِن سُراةِ النيلِ قَد حَبَسوا

عَلى مَدارِسِنا سَبعينَ فَدّانا

أَحيَوا بِها أَمَلاً قَد كانَ يَخنُقُهُ

بُخلُ الغَنِيِّ وَجَهلٌ قَد تَغَشّانا

وَخالَفوا سُنَّةً في مِصرَ شائِعَةً

جَرَّت عَلى العِلمِ وَالآدابِ خُسرانا

فَإِن هَمَّ سُراةُ النيلِ أَن يَقِفوا

عَلى القُبورِ وَإِن لَم تَحوِ إِنسانا

فَكَم ضَريحٍ خَلاءٌ لا رُفاتَ بِهِ

تَرى لَهُ مَناحي النيلِ أَطيانا

وَكَم حُبوسٍ عَلى المَوتى وَغُلَّتُها

يَشري الجُباةُ بِهِ خوصاً وَرَيحانا

وَالعِلمُ في حَسرَةٍ وَالعَقلُ في أَسَفٍ

وَالدينُ في خَجَلٍ مِمّا تَوَلّانا

ما كانَ ضَرَّ سُراةَ النيلِ لَو فَعَلوا

شَرواكُمُ فَبَنَوا لِلعِلمِ أَركانا

تَقذى عُيونُ بَني مِصرٍ بِمَظهَرِهِم

في الرَملِ حيناً وَفي حُلوانَ أَحيانا

يَبغونَ أَن تَحتَوي الدُنيا خَزائِنُهُم

وَيَزرَعوا فَلَواتِ اللَهِ أَقطانا

وَلَيسَ فيهِم أَخو نَفعٍ وَصالِحَةٍ

وَلا تَرى لَهُمُ بِرّاً وَإِحسانا

يا مِصرُ حَتّامَ يَشكو الفَضلُ في زَمَنٍ

يُجنى عَلَيهِ وَيُمسي فيكِ أَسوانا

قَد سالَ واديكِ خِصباً مُمتِعاً فَمَتى

تَسيلُ أَرجاؤُهُ عِلماً وِعِرفانا















































قد غفونا وانتبهنا فإذا

قَد غَفَونا وَاِنتَبَهنا فَإِذا

نَحنُ غَرقى وَإِذا المَوتُ أَمَم

ثُمَّ كانَت فَترَةٌ مَقدورَةٌ

غَرَّ فينا الدَهرُ ضَعفٌ فَهَجَم

فَتَماسَكنا فَكانَت قُوَّةٌ

زَلزَلَت رُكنَ اللَيالي فَاِنهَدَم

كانَ في الأَنفُسِ جُرحٌ مِن هَوىً

نَظَرَ اللَهُ إِلَيهِ فَاِلتَأَم

فَنَشَدنا العَيشَ حُرّاً طَلَقاً

تَحتَ ظِلِّ اللَهِ لا ظِلِّ الأُمَم

وَحَقيقٌ أَن يُوَفّى حَقَّهُ

مَن بِحَبلِ اللَهِ وَالصَبرِ اِعتَصَم

آفَةُ المَرءِ إِذا المَرءُ وَنى

آفَةُ الشَعبِ إِذا الشَعبُ اِنقَسَم

لَيسَ مِنّاً مَن يَني أَو يَنثَني

أَو يَعُقُّ النيلَ في رَعيِ الذِمَم

نَشءَ مِصرٍ نَبِّئوا مِصراً بِكَم

تَشتَرونَ المَقصِدَ الأَسمى بِكَم

بِنِضالٍ يُصقَلُ العَزمُ بِهِ

وَسُهادٍ في العُلا حُلوِ الأَلَم

أَنا لا أَفخَرُ بِالماضي وَلا

أَحسَبُ الحاضِرَ يُطرى أَو يُذَم

كُلُّ هَمّي أَن أَراكُم في غَدٍ

مِثلَ ما كُنتُم أُسوداً في أَجَم

فَالفَتى كُلُّ الفَتى مَن لَو رَأى

في اِقتِحامِ النارِ عِزّاً لَاِقتَحَم

لا تَظُنّوا العَيشَ أَحلامَ المُنى

ذاكَ عَهدٌ قَد تَوَلّى وَاِنصَرَم

هُوَ حَربٌ بَينَ فَقرٍ وَغِنىً

وَصِراعٌ بَينَ بُرءٍ وَسَقَم

هُوَ نارٌ وَوَقودٌ فَإِذا

غَفَلَ الموقِدُ فَالنارُ حَمَم

فَاِنفُضوا النَومَ وَجِدّوا لِلعُلا

فَالعُلا وَقفٌ عَلى مَن لَم يَنَم

لَيسَ يَجني مَن تَمَنّى وَصلَها

وانِياً أَو وادِعاً غَيرَ النَدَم

وَالأَماني شَرُّ ما تُمنى بِهِ

هِمَّةُ المَرءِ إِذا المَرءُ اِعتَزَم

تَحمِدُ العَزمَ وَتَثني حَدَّهُ

فَهيَ كَالماءِ لِإِخمادِ الضَرَم

وَاُنظُروا اليابانَ في الشَرقِ وَقَد

رَكَّزَت أَعلامَها فَوقَ القِمَم

حارَبوا الجَهلَ وَكانوا قَبلَنا

في دُجى عَميائِهِ حَتّى اِنهَزَم

فَاِسأَلوا عَنها الثُرَثّا لا الثَرى

إِنَّها تَحتَلُّ أَبراجَ الهِمَم

هِمَمٌ يَمشي بِها العِلمُ إِلى

أَنبَلِ الغاياتِ لا تَدري السَأَم

فَهيَ أَنّى حاوَلَت أَمراً مَشَت

خَلفَها الأَيّامُ في صَفِّ الخَدَم

لا تُبالي زُلزِلَت مِن تَحتِها

أَم عَلَيها النَجمُ بِالنَجمِ اِصطَدَم

تَخِذَت شَمسَ الضُحى رَمزاً لَها

وَكَفى بِالشَمسِ رَمزاً لِلعِظَم

فَهيَ لا تَألو صُعوداً تَبتَغي

جانِبَ الشَمسِ مَكاناً لَم يُرَم






































































































سخر العلم ليبني آية

سَخَّرَ العِلمَ لِيَبني آيَةً

فَوقَ شَطِّ النيلِ تَبدو كَالعَلَم

هِيَ ذِكرٌ خالِدٌ لَكِنَّهُ

عابِسُ الوَجهِ إِذا الذِكرُ اِبتَسَم

كُلُّ ما فيها عَلى إِعجازِها

أَنَّها قَبرٌ لِجَبّارٍ حُطَم

لَيتَهُ سَخَّرَ ما في عَهدِهِ

مِن قُوىً في غَيرِ تَقديسِ الرِمَم

مِن فُنونٍ أَعجَزَت أَطواقَنا

وَعُلومٍ عِندَها الفِكرُ وَجَم

وَبَنانٍ مُبدِعاتٍ صَوَّرَت

أَوجُهَ العُذرِ لِعُبّادِ الصَنَم

أَبدَعَت ما أَبدَعَت ثُمَّ اِنطَوَت

وَعَلى أَسرارِها الدَهرُ خَتَم




























المراجع :

ديوان حافظ إبراهيم من صفحة الديوان/www.aldiwan.net/cat-poet-hafez-ibrahim/












 
banner

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال