الشاعر إيليا ضاهر أبوماضي:
ولد في أول يناير 1889 و توفي في اخر نوفمبر 1958 شاعر عربي لبناني يعد أهم شعراء المهجر في القرن العشرين ،
ومن مؤسسي الرابطة القلمية ، و كان في عائلة بسيطة وعندما أشتد به الفقر في لبنان ، هاجر الي مصر للعمل مع عمه
الذي كان يعمل في صناعة التبغ ، وهناك التقي بأنطوانجميل الذي قد نشأ مع مع أمين تقي الدين في مجلة الزهور ، و
أعجب بذكاء إيليا و اخذه للعمل معه ، ونشر أول قصائده وثم توالي في نشر القصائد.
وهذة نبذة عن حياتة.
أعمال لإيليا أبو ماضي :
- تذكار الماضي
- إيليا أبو ماضي
- الجداول
- الخمائل
- تبر و تراب
- الغابة المفقودة
أشهر نصوص إيليا أبو ماضي :
يا أيها الشعر أسفني فأرثيه
يا أَيُّها الشِعرُ أَسعِفني فَأَرثيهِ
وَيا دُموعَ أَعينيني فَأَبكيهِ
بَحَثتُ لي عَن مُعَزٍّ يَومَ مَصرَعِهِ
فَلَم أَجِد غَيرَ مَحزونٍ أُعَزّيهِ
وَما سَأَلتُ اِمرَأً فيما تُفَجِّعُهُ
إِلّا وَجاوَبَ إِنّي مِن مُحِبّيهِ
كَأَنَّما كُلُّ إِنسانٍ أَضاعَ أَخاً
أَوِ اِنطَوَت فَجأَةً دُنيا أَمانيهِ
فَذا أَساهُ لَهيبٌ في أَدالُعِهِ
وَذا أَساهُ دُموعٌ في مَآقيهِ
فَهَل دَرى أَيَّ سَهمٍ في القُلوبِ رَمى
لَمّا نَعاُ إِلى الأَسماعِ اعيهِ
يا شاعِرَ الحُسنِ هَذا الرَوضُ قَد طَلَعَت
فيهِ الرَياحينُ وَاِفتَرَّت أَقاحيهِ
وَشاعَ أَيّارُ عِطراً في جَوانِبِهِ
وَنَضرَةً وَاِخضِراًّ في رَوابيهِ
فَأَينَ شِعرُكَ يَسري مَع نَسائِمِهِ
وَأَينَ سِحرُكَ يَجري في سَواقيهِ
هَجَرتَهُ فَاِمَّحَت مِنهُ بَشاشَتُهُ
ماتَ الهَوى فيهِ لمّا ماتَ شاديهِ
أَغنى عَنِ الدُرِّ في القيعانِ مُختَبِئً
دُرٌّ يُساقيطُهُ الحَدّادُ مِن فيهِ
وَكانَ لِلسِحرِ تَأثيرٌ فَأَبطَلَهُ
بِالسِحرِ يَجري حَلالاً في قَوافيهِ
بَلاغَةُ المُتَنَبّي في مَدائِحِهِ
وَدَمعُ خَنساءَ صَخرٍ في مَراثيهِ
لا يَعذَبُ الشِعرُ إِلّا حينَ يَنظُمُهُ
أَو حينَ يُنشِدُهُ أَو حينَ يَرويهِ
وَيا طَبيباً يُداوي الناسَ مِن عِلَلٍ
داءُ الأَسى اليَومَ فيهِم مَن يُداويهِ
أَمسى الَّذي كانَ يَشجينا وَيُطرِبُنا
لا شَيءَ يُطرِبُهُ لا شَيءَ يَشجيهِ
لَقَد تَساوى لَدَيهِ شَدوُ ساجِعَةٍ
وَصَوتُ نائِحَةٍ في الحَيِّ تَبكيهِ
صارَت لياليهِ نَوماً غَيرَ مُنقَطِعِ
وَلَم تَكُن هَكَذا قَبلاً لَياليهِ
قَد كانَ نِبراسُنا في الموعضِلاتِ إِذا
ما لَيلُها جُنَّ وَاِربَدَّت نَواصيهِ
فَمَن لَنا في غَدٍ إِن أَزمَةٌ عَرَضَت
وَلَيسَ فينا أَخو حَزمٍ يُضاهيهِ
مَن لِلحَزينِ يُواسيهِ وَيُسعِدُهُ
وَلِلمَريضِ يُداويهِ فَيَشفيهِ
يا قائِدَ القَومِ إِن تَسأَل فَإِنَّهُم
باتوا حَيارى كَإِسرائيلَ في التيهِ
لَمّا رَأوكَ مُسَجّى بَينَهُم عَلِموا
ما العَيشُ غَيرَ أَخايِّلٍ وَتَمويهِ
يا رِزقُ قَلبي عَلَيكَ اليَومَ مُنفَطِرٌ
وَكُلُّ قَلبٍ كَقَلبي في تَشَظّيهِ
لَم يَحُِ نَعشُكَ جِسماً لا حِراكَ بِهِ
بَل أَنتَ آمالُنا مَوضوعَةٌ فيهِ
غَداً يُواريكَ عَن أَبصارُنا جَدَثٌ
لَكِنَّ فَضلَكَ لا شِئٌ يُواريهِ
************************************
أيها الشاعر الذيي كان يشدو
أَيُّها الشاعِرُ الَّذي كانَ يَشدو
بَينَ ضاحٍ مِنَ الجَمالِ وَضاحِك
جَلَلٌ أَن يَصيدَكَ القَدَرُ الأَع
مى وَيَمشي مِقَصُّهُ في جَناحِك
وَمَوكِبُ الشِعرِ تائِهٌ في فَضاءٍ
لَيسَ فيهِ سِوى حَطيمِ سِلاحِك
وَالبَساتين وَالبَلابِلُ فيها
تَتَغَنّى حَزينَةٌ لِرَواحِك
وَقَنِعَت بِالنُواحِ مِنكَ فَلَمّا
زالَ عاشَت بِذِكرَياتِ نُواحِك
وَالدُجى وَالنُجومُ تَسطَعُ فيهِ
واجِمٌ حَسرَةً عَلى مِصباحِك
تَلمُسُ العَينُ أَينَما لَمَستُهُ
جَمَراتِ التَياحِنا وَالتَياحِك
قَد تَوَلَّت جَلالَةُ السِحرِ عَنهُ
وَاِضمَحَلَّت مُذ صارَ غَيرَ وِشاحِك
هَبَطَت رَبَّةُ الحَياةِ لِكَي تَس
كُبَ خَمرَ الجَمالِ في أَقداحِك
فَإِذا أَنتَ في السَريرِ مُسَجّى
سامِتٌ كَالطُيوفِ في أَلواحِك
فَتَوَلَّت مَذعورَةً تَلطُمُ الوَج
ه وَتُبكيكَ يا قَتيلَ سَماحِك
سَبَقَتها إِلاهَةُ المَوتُ كَي تُح
ظى وَلَو بِاليَسيرِ مِن أَفراحِك
وَيحَها وَيحَ حُبِّها مِن أَثيمٍ
طَرَدَتنا وَلَم تُقَم في ساحِك
أَيبَسَت رَوضَكَ الجَميل وَلَم تَظ
فَر بِغَيرِ التُرابِ مِن أَدواحِك
ذَهَب المَوتُ بِالكُؤوسِ جَميعاً
غَيرَ كَأسٍ مَلَأتَها مِن جِراحِك
وقال أيضاً:
هاتِها في القَدَحِ نَسمَةً في شَبَحِ
هاتِها فَالنَفسُ في حاجَةٍ لِلفَرَحِ
وَاِسقِنيها كَوثَرا وَعَلَيَّ اِقتَرِحِ
إِن تَكُن قَد حَرَّمتَ فَعَلى المُستَقبَحِ
هِيَ في سُفرَتِها تَلعَةُ المُفتَضَحِ
وَهِيَ في حُمرَتِها كَخَديدِ المُسَتحي
وَهِيَ في شِدَّتِها ثَورَةُ المُجتَرِحِ
وَهِيَ في رِقَّتِها خاطِرٌ لَم يَلُحِ
أَتُراها شَفَقاً كُلِّلَت بِالصُبحِ
أَم هِيَ الوَجناتُ قَد ذَوِّبَت في قَدَحِ
***********************************
ولقد ذكرتك بعد يأس قاتل
وَلَقَد ذَكَرتُكِ بَعدَ يَأسٍ قاتِلٍ
في ضَحوَةٍ كَثُرَت بِها الأَنواءُ
فَوَدِدتُ أَنّي غَرسَةٌ أَو زَهرَةٌ
وَوَدِدتُ أَنَّكِ عاصِفٌ أَو ماءُ
***********************************
هم ألم به مع الظلماء
هَمٌّ أَلَمَّ بِهِ مَعَ الظَلماءِ
فَنَأى بِمُقلَتِهِ عَنِ الإِغفاءِ
نَفسٌ أَقامَ الحُزنُ بَينَ ضُلوعِهِ
وَالحُزنُ نارٌ غَيرَ ذاتِ ضِياءِ
يَرعى نُجومَ اللَيلِ لَيسَ بِهِ هَوى
وَيَخالُهُ كَلِفاً بِهِنَّ الرائي
في قَلبِهِ نارُ الخَليلِ وَإِنَّما
في وَجنَتَيهِ أَدمُعُ الخَنساءِ
قَد عَضَّهُ اليَأسُ الشَديدُ بِنابِهِ
في نَفسِهِ وَالجوعُ في الأَحشاءِ
يَبكي بُكاءَ الطِفلِ فارَقَ أُمِّهِ
ما حيلَةُ المَحزونِ غَيرُ بُكاءِ
فَأَقامَ حِلسَ الدارِ وَهوَ كَأَنَّهُ
لِخُلُوِّ تِلكَ الدارِ في بَيداءِ
حَيرانُ لا يَدري أَيَقتُلُ نَفسَهُ
عَمداً فَيَخلُصَ مِن أَذى الدُنياءِ
أَم يَستَمِرَّ عَلى الغَضاضَةِ وَالقَذى
وَالعَيشُ لا يَحلو مَعَ الضَرّاءِ
طَرَدَ الكَرى وَأَقامَ يَشكو لَيلَهُ
يا لَيلُ طُلتَ وَطالَ فيكَ عَنائي
يا لَيلُ قَد أَغرَيتَ جِسمي بِالضَنا
حَتّى لَيُؤلِمَ فَقدُهُ أَعضائي
وَرَمَيتَني يا لَيلُ بِالهَمِّ الَّذي
يَفري الحَشا وَالهَمُّ أَعسَرُ داءِ
يا لَيلُ ما لَكَ لا تَرِقُّ لِحالَتي
أَتُراكَ وَالأَيّامُ مِن أَعدائي
يا لَيلُ حَسبِيَ ما لَقيتُ مِنَ الشَقا
رُحماكَ لَستُ بِصَخرَةٍ صَمّاءِ
بِن يا ظَلامُ عَنِ العُيونِ فَرُبَّما
طَلَعَ الصَباحُ وَكانَ فيهِ عَزائي
وارَحمَتا لِلبائِسينَ فَإِنَّهُم
مَوتى وَتَحسَبُهُم مِنَ الأَحياءِ
إِنّي وَجَدتُ حُظوظَهُم مُسوَدَّةٌ
فَكَأَنَّما قُدَّت مِنَ الظَلماءِ
أَبَداً يُسَرُّ بَنو الزَمانِ وَما لَهُم
حَظٌّ كَغَيرِهِم مِنَ السَرّاءِ
ما في أَكُفِّهِم مِنَ الدُنيا سِوى
أَن يُكثِروا الأَحلامَ بِالنَعماءِ
تَدنو بِهِم آمالُهُم نَحوَ الهَنا
هَيهاتَ يَدنو بِالخَيالِ النائي
بَطَرُ الأَنامِ مِنَ السُرورِ وَعِندَهُم
إِنَّ السُرورَ مُرادِفُ العَنقاءِ
إِنّي لَأَحزَنُ أَن تَكونَ نُفوسُهُم
غَرَضَ الخُطوبِ وَعُرضَةَ الأَرزاءِ
أَنا ما وَقَفتُ لِكَي أُشَبِّبَ بِالطَلا
ما لي وَلِلتَشبيبِ بِالصَهباءِ
لا تَسأَلوني المَدحَ أَو وَصفَ الدُمى
إِنّي نَبَذتُ سَفاسِفَ الشُعَراءِ
باعوا لِأَجلِ المالِ ماءَ حَيائِهِم
مَدحاً وَبِتُّ أَصونُ ماءَ حَيائي
لَم يَفهَموا ما الشِعرُ إِلّا أَنَّهُ
قَد باتَ واسِطَةً إِلى الإِثراءِ
فَلِذاكَ ما لاقَيتُ غَيرَ مُشَبِّبٍ
بِالغانِياتِ وَطالِبٍ لِعَطاءِ
ضاقَت بِهِ الدُنيا الرَحيبَةُ فَاِنثَنى
بِالشِعرِ يَستَجدي بَني حَوّاءِ
شَقِيَ القَريضُ بِهِم وَما سَعِدوا بِهِ
لَولاهُمُ أَضحى مِنَ السُعَداءِ
نادوا عَلَينا بِالمَحَبَّةِ وَالهَوى
وَصُدورُهُم طُبِعَت عَلى البَغضاءِ
أَلِفوا الرِياءَ فَصارَ مِن عاداتِهِم
لَعَنَ المُهَيمِنُ شَخصَ كُلِّ مُرائي
إِن يَغضَبوا مِمّا أَقولُ فَطالَما
كَرِهَ الأَديبَ جَماعَةُ الغَوغاءِ
أَو يُنكِروا أَدَبي فَلا تَتَعَجَّبوا
فَالرَمدُ يُؤلِمُهُم طُلوعُ ذَكاءِ
أَو كُلَّما نَصَرَ الحَقيقَةَ فاضِلٌ
قامَت عَلَيهِ قِيامَةُ السُفَهاءِ
أَنا ما وَقَفتُ اليَومَ فيكُم مَوقِفي
إِلّا لِأَندُبَ حالَةَ التُعَساءِ
عَلّي أُحَرِّكُ بِالقَريضِ قُلوبَكُم
إِنَّ القُلوبَ مَواطِنُ الأَهواءِ
لَهَفي عَلى المُحتاجِ بَينَ رُبوعِكُم
يُمسي وَيُصبِحُ وَهوَ قَيدُ شَقاءِ
أَمسى سَواءً لَيلُهُ وَصَباحُهُ
شَتّانَ بَينَ الصُبحِ وَالإِمساءِ
قَطَعَ القُنوطُ عَلَيهِ خَيطَ رَجائِهِ
وَالمَرءُ لا يَحيا بِغَيرِ رَجاءِ
لَهفي وَلَو أَجدى التَعيسُ تَلَهُّفي
لَسَفَكتُ دَمعي عِندَهُ وَدِمائي
قُل لِلغَنِيِّ المُستَعِزِّ بِمالِهِ
مَهلاً لَقَد أَسرَفتَ في الخُيَلاءِ
جُبِلَ الفَقيرُ أَخوكَ مِن طينٍ وَمِن
ماءٍ وَمِن طينٍ جُبِلتَ وَماءِ
فَمِنَ القَساوَةِ أَن تَكونَ مُنَعَّماً
وَيَكونُ رَهنَ مَصائِبٍ وَبَلاءِ
وَتَظَلُّ تَرفُلُ بِالحَريرِ أَمامَهُ
في حينِ قَد أَمسى بِغَيرِ كِساءِ
أَتَضِنُّ بِالدينارِ في إِسعافِهِ
وَتَجودُ بِالآلافِ في الفَحشاءِ
اُنصُر أَخاكَ فَإِن فَعَلتَ كَفَيتَهُ
ذُلَّ السُؤالِ وَمِنَّةَ البُخَلاءِ
أَذوي اليَسارَ وَما اليَسارُ بِنافِعٍ
إِن لَم يَكُن أَهلوهُ أَهلُ سَخاءِ
كَم ذا الجُحودِ وَمالُكُم رَهنُ البَلا
وَبِمَ الغُرورُ وَكُلُّكُم لِفَناءِ
إِنَّ الضَعيفَ بِحاجَةٍ لِنُضارِكُم
لا تَقعُدوا عَن نُصرَةِ الضُعَفاءِ
أَنا لا أُذَكِّرُ مِنكُمُ أَهلَ النَدى
لَيسَ الصَحيحُ بِحاجَةٍ لِدَواءِ
إِن كانَتِ الفُقَراءُ لا تُجزيكُم
فَاللَهُ يُجزيكُم عَنِ الفُقَراءِ
المراجع :
1- تذكار الماضي
2-إيليا أبوماضي
3-الجداول
4-الخمائل
5-تبر و تراب
6- الغابة المفقودة